البلشفية طريق الثورة: الفصل السادس: سنة الثورة – تكتيكات الانتفاضة
من كوخه في رازليف، كان لينين يتابع باهتمام شديد سيرورة الثورة، ويلتهم جميع التقارير والإحصاءات والروايات، وأي شيء يمكنه أن يساعد في فهم المسألة الأكثر أهمية وهي متى يجب على الحزب أن يضرب؟ وباستخدامه لطريقته الدقيقة المعتادة قام لينين بدراسة نتائج كل الانتخابات وكل الأصوات في السوفييتات والنقابات ومجالس المدن، في محاولة منه لمعرفة ما الذي تعنيه بالنسبة لميزان القوى الطبقية. لم ينس لينين ولو للحظة أن إحصاءات الانتخابات تقدم علاقة القوى بطريقة جزئية ومشوهة، لكن كل شيء كان يشير إلى تقدم سريع للحزب الثوري. كانت ذكرى تمرد كورنيلوف ما تزال حية في أذهان العمال والجنود، وكان خطر الثورة المضادة قد أثار استقطابا وتجذرا سريعين داخل السوفييتات. في كل مكان كانت هناك انتخابات جديدة في السوفييتات ومنظمات الجنود في الجبهة. وفي جميعها تقريبا، سجل التصويت لصالح البلاشفة تقدما مذهلا. كانت السلطة تنزلق من بين أيدي الزعماء اليمينيين الذين أظهروا عجزهم الكامل خلال حالة الطوارئ. بدأت السوفييتات في المراكز الصناعية الرئيسية (بتروغراد، فنلندا، الأسطول، الجيوش الشمالية، موسكو والمنطقة الصناعية الوسطى، الأورال) تغير، الواحد منها تلو الآخر، ولاءها من المناشفة والاشتراكيين الثوريين نحو البلاشفة.